المجتمع الفلسطيني

المجتمع
=============

يصاب الإنسان بمرض في عضو من أعضائه فنرى أن الالم لا يقتصر على ذلك العضو إنما يتناول الجسد كله وقد ينتهي بموته . فأعضاء الجسم متضامنة .

والمجتمع , أصغيراً , كان أم كبيراً , شبيه بجسم الإنسان : يعتمد المجموع على الأجزاء,والأجزاء عن المجموع .
فلو أمعنا النظر الى أصغر المجتمعات وهو الاسرة لرأيناها تتكون عادة من أب وأم وأولاد , وأقرب الناس اليهم . وفيها يعتمد كل فرد على الباقين . الكل يخدم الفرد ,والفرد يخدم الكل . فاعتماد الأولاد على الوالدين في مأكلهم وملبسهم ومسكنهم ونظافتهم وغير ذلك , واضح جليّ . اما الوالدان فقد يعتمدان على أولادهما اذا كبرا ومسّت الحاجة .

والأمة أسرة كبيرة فهي جسم عضوي يشترك أفرادها في المنافع والمضار . وكما أن كل عضو في الجسم ينفع سائر الأعضاء , وينتفع منها ويضر سائر الاعضاء ويتضرر منها فكذلك الحال في جسم الامة فالمتعلمون مثلا ينتفعون من الأمة بمالها وسعيها لتنتفع الامة منهم بعد علمهم بعلمهم . وهكذا كل طائفة من طوائف العمال , فالعمالون والنجارون والمزارعون والتجار وغيرهم أعضاء يكونون جسم الامة . كل واحد يؤثر في الباقين ويتأثر بهم . ولو عاش الانسان عيشة عزلة وانفراد لنشأ كالحيوان الأعجم .