هناك من يخلط بين ماهية الثقافة, ومن هو المثقف, فكيف يمكن بلورة تعريفات لهذين المجالين , وما دور المثقف في مجتمعه?
أرى الا نعطي الوقت الكبير في التوصل لأشياء سبق أن تم الاتفاق عليها
ووجدناها نحن جاهزة. فلولا الثقافة , لما كان المثقف, ولولا المثقف لما
كانت هناك ثقافة . ومعادلة الثقافة لا تكتمل إلا بتوافر وتوازن عنصر
المثقف.
وعقيدة الأمة هي التي تصنع ثقافتها, وتبني هياكلها. وتحدد قواعد انتاجها ثم
تأتي مرحلة التعقيد الثقافي ولكن قد يظهر مثقف لا يعتنق عقيدة أمته. حيث
يكون قد درس ثقافة غيرها فيتأثر بها فيعتنقها, ويدافع عنها وقد يكون ذلك
المثقف مؤثراً في غيره من أبناء أمته , وهذا ما أبرز الصراع بين أبناء
الثقافة الواحدة. مثلما وقع بين أهل الحداثة وخصومهم من معارك فكرية طويلة
لم تنته بعد . والثقافة هي موقف سلبي أو إيجابي وكما قلت إن لكل أمة ثقافة,
ولكل دولة ثقافة , بل لكل إقليم في الدولة الواحدة ثقافة.غير أن لكل دولة
ثقافة مركزية عادة ما يكون مقرها عاصمة الدولة وهذه الثقافة المركزية ,
غالباً ما يكون لها السلطة والسيطرة على القرار السياسي والديني والثقافي .
ولكن عنصر الثقافة الاجتماعية لا تستطيع تلك الثقافة المركزية التحكم في
ثقافة الاقاليم الاجتماعية الأخرى .